الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض الصيادلة من المسلمين أن معنى هذا الشعار هو أن الدواء قد يضر ولو كان نافعًا في الأصل، وذلك إذا تناول المريض الدواء بطريقة تخالف إرشادات الأطباء.
وذكر بعضهم احتمالًا آخر وهو: أن المواد الضارة في الأصل قد يستخرج منها ما هو نافع كالترياق من الثعبان، وذكر بعضهم أن الشعار الذي يوضع على معظم الصيدليات والمراكز الطبية في العالم هو رمز لمن يعرف بإله الطب عند الإغريق، وهو المعروف عندهم باسم (اسكليبيوس)، وهو ينحدر من عائلة تعاطت الطب في زمنهم، وجده على ما قالوا هو الإله (أبولو)، وهو أيضًا من آلهة الطب، وزوجته أو ابنته على الخلاف بين مؤرخيهم هي إلهة الصحة، واسمها (هيجيا).
ومما ذكروه عنه أن شيرون علمت اسكليبيوس أسرار الطب بالأعشاب، وتعاطى هذه المهنة حتى تفوق فيها، ولكنه خالف تعليمات من علموه فحاول إحياء الموتى ببعض الأعشاب، وذكروا أنه وفق في ذلك، وهذا ما يفسر تجني بعض الغربيين ممن قالوا بأن عيسى -عليه السلام- أخذ علم إحياء الموتى من كتب الإغريق، وأنه وفق للنبتة التي ضل عنها كثير من الناس، وأن ذلك ليس معجزة من الله، ويرمزون لهذا الإله بصورة رجل يحمل بيمينه عصا يلتف حولها ثعبان، والرجل هو (اسكليبيوس)، والعصا شعار المسافر الذي لا يقر له قرار، والثعبان دليل المعرفة، فهو الذي عرف (اسكليبيوس) بنبتة الحياة، ولهم في ذلك قصة، وهي أن اسكليبيوس هذا كان مسافرًا، وفي أحد الأيام برز له ثعبان وهو في الفلاة، وبينما هو ينظر إليه إذ خرج ثعبان آخر يحمل في فيه نبتة حتى وضعها في فم الثعبان الميت، وما هي إلا لحظات حتى عادت الحياة إلى الثعبان الأول، فعلم (اسكليبيوس) بسر هذه النبتة، وأصبح يستخدمها في إحياء الموتى.
والملاحظ أن معظم الصيدليات لا تضع صورة (اسكليبيوس)، وإنما صورة العصا والثعبان، وأحيانًا الثعبان يلتف حول كأس، وإن كان ذلك موجودًا في بعض البلدان الغربية، وللكأس أيضًا قصة عندهم، وأحيل السائل إذا أراد الاستزادة حول الموضوع بالرجوع إلى الموسوعات العالمية العربية وغيرها في المصطلحات التالية: (اسكليبيوس)، للباحث في الموسوعات العربية مثل الموسوعة العربية العالمية، الموسوعة الميسرة: (ASCLEPIUS) للباحث في الموسوعات الإنجليزية. (esculap) للباحث في الموسوعات الفرنسية.(Asklepios) أو (Asclepios) للباحث في الموسوعات الإيطالية والإسبانية.
ويمكن البحث في الشبكة العالمية لمن لا يتيسر له الرجوع للموسوعات بالكلمات السابقة.
ونحن نؤكد صحة أحد هذه الاحتمالات، ولكنا نرى أن على المسلمين أن يتركوا هذا الشعار ويتجنبوه، وإن كان أكثرهم لا يعرف مدلوله، ويستبدلونه بشعار آخر كما فعلوا في المنظمات الإغاثية، حيث استبدلوا شعار الصليب بالهلال، وهذا أمر متيسر والحمد لله، خاصة أن المسلمين لهم قدم السبق في علم الصيدلية، وهذا ما يقر به الغربيون أنفسهم، ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يتعمد مخالفة المشركين في عاداتهم ومناهجهم، ويتأكد الطلب بذلك إذا كانت ترمز لشيء من مظاهر الشرك وآثاره، وراجع في حكم الصور الفتاوى التالية: 22058، 14116، 680، 10228، 4138.
والله أعلم.