الظن أكذب الحديث
29-12-2003 | إسلام ويب
السؤال:
أنا اتهمت بسرقة أخت زوجي لجميع ذهبها، وأنا بريئة تماما من هذا الموضوع، وبناء عليه شعرت بالظلم الكبير والإهانة، ولذلك قررت عدم الدخول على بيتهم أو بيت أي أحد منهم، وشعرت بالضيق واليأس من الحياة، ولكن زوجي وقف معي واستاء جدا، ولكني أشعر بأن هذا الموضوع أثر على حياتي وثقتي بالناس، فماذا أفعل وأنا الآن يائسة ومحطمة وفاقدة لأي نوع من الأمل؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اتهام الناس بمجرد الظن أمر محرم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12].
وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا. رواه مسلم.
إلا أنه لا ينبغي للمسلم أن يقطع صلته بأرحامه إذا حصل ظلم منهم له بتهمة أو نحوها، بل الذي ينبغي له هو أن يعفو ويصفح، وقد قال تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134].
وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22].
وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34].
فننصح السائلة بأن تقابل الإساءة بالإحسان والعفو، وأن تصل رحمها.
وأما قرارك عدم الدخول إلى بيتهم، فإن كان من أجل دفع التهمة عنك مستقبلا، وأنهم يشكون في دخولك عليهم، فلا حرج عليك في ذلك، مع التأكيد على صلتهم والسؤال عنهم ولو بالهاتف، وتأكدي أنكِ إذا قابلتِ إساءتهم بالإحسان، أنهم سيندمون على اتهامهم لك وسيعتذرون.
وليس من صفات المؤمن الصادق اليأس والإحباط وفقدان الأمل عند مرور بعض الشدائد، بل من صفاته الصبر واللجوء إلى الله عز وجل وكثرة الاستغفار، فإن الذنوب سبب لكل بلاء وفتنة، فعلى المسلم أن يلجأ إلى الله عز وجل في وقت الشدائد، ويكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل، واعلمي أنك لست أول من اتهم ممن هم براء، فهذا يوسف عليه السلام اتهم بالسرقة وغيرها، والله يعلم أنه بريء.
والله أعلم.