الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تحادث الرجال الأجانب بلا حاجة، لا سيما إن كان ذلك على وجه يدعو إلى الفتنة، كأن تكون المحادثة في الخاص، ونحو ذلك.
فإن كانت أختك تقوم بذلك، فلا شك في كونها آتية لفعل منكر، وراجعي الفتوى: 30792. والواجب عليك نصحها، فقد روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الدين النصيحة.
ولتكن النصيحة بالرفق واللين، ومن منطلق الشفقة عليها، فإن انتهت، فالحمد لله، وإن استمرت على ذلك، فهدديها بإخبار أبيك، واهجريها إن رجوت أن ينفعها الهجر، فإن أجدى ذلك، فبها ونعمت، وإلا فأخبري أباك ليزجرها، ويأخذ بيدها، فهو وليها، والمسؤول عنها أمام الله تعالى يوم القيامة.
قال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ {النساء:11}، قال السعدي في تفسيره: أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية. فتعلمونهم وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله، وملازمة التقوى على الدوام؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. اهـ.
وثبت في سنن الترمذي عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله سائل كل راع عما استرعاه.
والله أعلم.