الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن زوجك كثيرًا من الصفات الطيبة، كالمعاشرة بالحسنى، وإعانته لك على صلة رحمك، والاهتمام بأولاده، وفرحه بحفظهم القرآن، وهذا أمر طيب، وهو فيه محسن، نسأل الله تعالى أن يجزيه عليه خيرًا.
ولكن في المقابل ذكرت عنه تفريطه في أمر الصلاة، وهو مسيء إساءة بالغة بإخراج الصلاة عن وقتها؛ فشأن الصلاة عظيم، فهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، والصلة بين العبد وربه. ويجب أداؤها في وقتها، ولا يجوز إخراجها عن هذا الوقت، إلا لعذر شرعي، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 38269.
فعليك بمناصحته بالحكمة، والموعظة الحسنة، وذكّريه بالله عز وجل، وبخطورة هذا التفريط، وأنه ربما اقتدى به الأولاد في ذلك؛ فيكون قدوة سيئة لهم.
ويمكنك أن تسلطي عليه من ينصحه ممن ترجين أن يستجيب لكلامه.
فإن تم ذلك، واستقام على أمر الصلاة؛ فالحمد لله، وإلا فمثله يستحب فراقه، كما ذكر أهل العلم، قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحبّ لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
ولكن لا يلزمك فراقه، فلك الحق في البقاء في عصمته، مع الاستمرار في نصحه، ومحاولة إصلاحه.
ولا تنسي أن تكثري من الدعاء له بالتوبة، والهداية.
نسأل الله المولى تبارك وتعالى أن يمنّ عليه بالهداية، ويقرّ عينك بصلاحه، ورؤيته على الاستقامة على الطاعة، والمحافظة على الصلوات في وقتها.
وننبه إلى أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال، على الراجح من أقوال الفقهاء، وتراجع الفتويان: 1798، 142417.
وبخصوص أيهما أفضل: الصلاة أول الوقت، أم تأخيرها لفعلها في جماعة، راجعي الفتوى: 123619.
والله أعلم.