الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما يشربه زوجك من الشراب من جنس ما يسكر عادة، فله حكم الخمر؛ أسكر، أم لم يسكر، كان هذا الشراب من البيرة، أم من غيرها.
وشرب الخمر كبيرة من كبائر الذنوب، وباب لكثير من الشرور؛ ولذلك سماها الشرع أم الخبائث، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 207094، والفتوى: 20268، هذا أولًا.
ثانيًا: نوصيك بالمزيد من الصبر على زوجك؛ ففي الصبر خير كثير، وراجعي الفتوى: 18103، ففيها بيان فضل الصبر.
ثالثًا: عليك بكثرة الدعاء له بأن يهديه الله عز وجل، ويتوب عليه، ويصلح حاله؛ فالدعاء من خير ما يحقق به المسلم مبتغاه، وربنا قريب مجيب، وهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري آداب الدعاء في الفتوى: 119608.
رابعًا: ينبغي مناصحته برفق، ولِين، وتسليط بعض الفضلاء عليه ممن يرجى أن يسمع لقولهم؛ عسى الله أن ييسر له الانتفاع بنصحهم، والاستجابة لقولهم.
خامسًا: إن لم يستجب، واستمر على شرب الخمر، فخير لك فراقه، ولعل الله يبدلك من هو خير منه، قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحبّ لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.