الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجواب سؤالك يتبين بالإشارة إلى بعض النقاط:
فمنها: أن الله حكيم عليم، وأنه قد يبتلي العبد لما له عنده من المنزلة التي لا يبلغها بصالح عمل، أو يبتليه ليضع عنه بعض آثامه وذنوبه.
فعلى العبد أن يؤمن ويوقن بحكمة الله تعالى، وأنه لا يُسأل عما يفعل؛ لكمال حكمته.
ومنها: أن ما نزل بالعبد من المقدور الذي لا يمكنه دفعه، فعليه أن يصبر لحكم الله تعالى، ويتلقى ذلك بالتسليم والقبول، ولا يتسخط حكمَ الله تعالى، وليعلم أن قضاء الله كله خير، ولا يقل فيما لا حيلة فيه: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
ومنها: أن إيماننا بالقدر لا ينافي أخذنا بما نقدر عليه من الأسباب؛ فإن كان في المقدور حيلة يمكن بها دفع الشر واستجلاب الخير؛ فعلى العبد ألا يقصّر عن الأخذ بها.
ومنها: أن من أهم الأسباب الرقية، والدعاء، وهو لا يتنافى مع التداوي بالدواء المحسوس، فكل هذه أسباب تعين على التعافي -بإذن الله-.
فعليك ألا تفكر فيما مضى، ولا تأسَ، ولا تحزن؛ فإن ذلك كله بتقدير الله وحكمته؛ لما يعلمه في ذلك من المصلحة.
وعليك أن تأخذ بأسباب التداوي من مراجعة الأطباء الثقات، مع الاستمرار في الرقية والدعاء -نسأل الله لك العافية-.
والله أعلم.