الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت بالتجسس على أبيك، والتماس عثرته، وقد كان عليك أن تحسن الظنّ به، وتحمل أمره على السلامة؛ لأنهّا الأصل في المسلم.
وعليه؛ فاعترافك له بأنّك أخطأت، ليس من الكذب.
وبيان الحكم الشرعي كافٍ، لكن سوء خلقك معه؛ محرم، فحق الوالد على ولده عظيم، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ليس كأمر ونهي غيره، فلا بدّ أن يكون بأدب، ورفق من غير إغلاظ، ولا إساءة، قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ، بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.
والواجب عليك أن تبرّ أباك، وتحسن إليه.
ومن أعظم أنواع البرّ: أن تعينه على التوبة والاستقامة على طاعة الله.
ونعتذر عن الجواب عن سؤالك الآخر، حيث إنّ سياسة الموقع أن يكون كل سؤال على حدة، فإذا ذكر السائل عدة أسئلة، فيجاب عن واحد منها فقط.
والله أعلم.