الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك على الحال التي ذكرت، وهي أنه يمارس الاستمناء، ويشاهد الأفلام الإباحية؛ فإنه آت لمنكرات، فكلاهما أمران محرمان، كما هو مبين في الفتوى: 7170، 3605.
والأمر أعظم في كون هذين الأمرين يصدران من رجل متزوج، له زوجة مثلك، يمكنه أن يعفّ بها نفسه؛ فالإعراض عن الاستمتاع المباح بها لفعل أمور محرمة لهو نوع من كفران النعمة، هذا مع العلم أن الوطء حق للزوجة على زوجها يجب عليه أن يؤديه إليها، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه أعظم من إطعامها. والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل: بقدر حاجتها وقدرته، كما يطعمها بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصح القولين. اهـ.
ولو كان زوجك مصابًا بالضعف الجنسي، فينبغي أن يسعى في سبيل العلاج، وليستعن بالله عز وجل ودعائه والتضرع إليه.
وليراجع الأطباء المختصين.
وإذا تاب من الاستمناء ومشاهدة الأفلام، فالمرجو - بإذن الله - أن يكون ذلك عونًا له على العلاج؛ فمن الثمرات الطيبة للطاعة القوة في الأجساد، قال ابن عباس -رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنًا في البدن، وضيقًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق.
ونوصيك بالوقوف بجانب زوجك، والاستمرار في نصحه بالحسنى واللطف، والدعاء له بخير.
وذكريه أيضا بأنه مطالب شرعًا بمعاشرتك بالمعروف، ويدخل في ذلك إشباع الجانب العاطفي بالمؤانسة، والملاطفة، والكلمة الطيبة، وقضاء وقت معك ومع الأولاد؛ فالضعف الجنسي لا يمنع من القيام بذلك، ويمكن اطلاعه على الفتوى: 134877.
وقد أحسنت بصبرك على زوجك فيما مضى، ونسأل الله تعالى أن يجزيك على ذلك خيرًا، وأن تكون عاقبته خيرًا، وللمزيد فيما يتعلق بفضل الصبر، راجعي الفتوى: 18103.
وهذه الخصومة لزوجك تنافي الصبر فيما يظهر لنا؛ لأن حقيقة الصبر حبس النفس على ما تكره، فإذا هجرت زوجك انتفى ذلك.
والتهاجر لا يمنع قبول العمل -من صلاة، وصيام، وغيرهما- لكن يمنع من نيل المغفرة؛ حتى يزول التهاجر، وراجعي الفتوى 23920. وهجر المرأة زوجها منع منه كثير من أهل العلم، وأجازه آخرون، إن دعا إليه سبب، ويمكن مطالعة الفتوى: 183865.
بقي أن ننبه إلى خطورة النوم عن الصلوات، وأن الواجب على النائم أن يتخذ الأسباب المعينة على الاستيقاظ، وتراجع الفتوى: 166581.
والله أعلم.