الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في خطورة مثل هذه العلاقة بين الفتيات، والتي قد تصل إلى درجة العشق، والوقوع في المحرمات.
فهذا باب من أبواب الشيطان لنشر الفتن والمنكرات، وقد قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ... {الأعراف:27}. وسبق لنا التنبيه على ذلك في بعض الفتاوى، فيمكن مطالعة الفتوى: 8424.
وقد أحسنت بندمك على ما فعلت وتوبتك إلى الله سبحانه، وقطع هذه العلاقة ووضع حد لها، فجزاك الله خيرا، ونسأله سبحانه أن يحفظك ويعافيك من كل شر وبلاء.
ولمزيد الفائدة، نرجو أن تستفيدي من بعض التوجيهات التي ضمناها بعض فتاوانا المتعلقة بالسير على الصراط المستقيم وسبل الوقاية من الفتن، وهي الفتاوى: 12928، 1208، 10800.
ولم يتبين لنا فيما ذكرت ما يثبت قطعا أنك تسببت في رجوع هذه الفتاة للمعصية، والأصل براءة ذمتك حتى يتبين خلاف ذلك.
وبالنسبة للإيميل: فإن دخولك عليه والاطلاع على ما فيه دون إذن صاحبته، أمر لا يجوز؛ فالإيميل محل أسرار الناس ففي الاطلاع عليه دون إذنهم نوع من التجسس، وكونك من قمت بإنشائه لها لا يسوغ لك الدخول فيه بغير إذنها.
وكذلك بالنسبة لحذف الإيميل بالكلية دون إذنها، فإنه لا يجوز، وإن تضمن بعض المواد المنكرة، فالواجب نصحها لحذفها. فإن استجابت؛ فالحمد لله، وإلا كان لك الحق في حذفها ولو لم تأذن لك؛ فتغيير المنكر باليد واجب في حق من قدر عليه من غير أن تترتب عليه مفسدة أعظم.
فتجب عليك التوبة مما قمت به من تصرفات بغير إذنها، وشروط التوبة بيناها في الفتوى: 5450.
ومن تمام التوبة أن تستسمحيها، فإن خشيت أن يترتب على ذلك مفسدة، فيكفيك الدعاء لها بخير.
والله أعلم.