الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى بحفظ البصر عما يحرم النظر إليه، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ. {النور:30 ، 31}.
ولم تبح الشريعة النظر إلى العورة المغلظة إلا عند وجود الحاجة الملحة الداعية إلى ذلك كالعلاج، والختان، ونحوهما.
جاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف بين الفقهاء في أن النظر إلى عورة الغير حرام، ما عدا نظر الزوجين كل منهما للآخر، فلا يحل لمن عدا هؤلاء النظر إلى عورة الآخر، ما لم تكن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك؛ كنظر الطبيب المعالج، ومن يلي خدمة مريض، أو مريضة في وضوء، أو استنجاء، وغيرهما، وكقابلة، فإنه يباح لهم النظر إلى ما تدعو إليه الحاجة من العورة، وعند الحاجة الداعية إليه، كضرورة التداوي، والتمريض وغيرهما، إذ الضرورات تبيح المحظورات، وتنزل الحاجة منزلة الضرورة. ثم النظر مقيد بقدر الحاجة؛ لأن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها. اهـ
فإذا كان طالب الطب -مثلاً- يحتاج لمشاهدة ما ذكرتَ في دراسته وتخصصه، فيرخص له بمقدار الحاجة في رمضان وغيره. أما مجرد التطلع, فلا يبيح النظر إلى ما يحرم النظر إليه.
وراجع المزيد في الفتوى: 38536.
ثم إن الذنوب في رمضان أشد إثما, لأن المعصية يعظم إثمها بحسب الزمان والمكان، كما يعظم ثواب الطاعة كذلك.
وراجع المزيد في الفتوى: 127207.
والله أعلم.