الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يبتلى به العبد لا يلزم أن يكون عقوبة على ذنب ارتكبه، فرسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس بلاء، وهو المغفور له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، فقد قال تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ {الفتح:2}، وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك وعكا شديدا، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أجل، ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها.
فقد لا يكون حدوث المشاكل بسبب شيء من الذنوب التي ارتكبتها مع مخطوبتك، أو غير ذلك من الذنوب، بل قد تكون مجرد ابتلاء، ومن صبر على ذلك، فعاقبة الصبر على البلاء خير. وانظر الفتوى: 18103.
فالذي يجب هو المبادرة للتوبة من تلك الذنوب، فالتوبة سبيل للتوفيق في الحياة؛ لأن الله عز وجل كما أخبر في كتابه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، فمن أحبه وفقه لكل خير.
ونوصيك بأن تتجاوز الماضي وما حدث؛ لتغلق الباب على الشيطان، فهو عدو للإنسان، ومن أهم مقاصده أن يحزن بني آدم، ويدخل الحزن على قلوبهم، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}.
فدع الماضي وما حمل، واستشرف المستقبل، وما فيه من خير، وأحسن الظن بالله؛ لتسعد، وتدخل السرور على زوجتك، خاصة وأنك قد ذكرت أنك تتقي الله في زوجتك، وأنها تسعى لإرضائك.
والله أعلم.