الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابن عمك هذا أجنبي عنك، فيجب أن يكون التعامل بينك وبينه في الحدود الشرعية من الكلام عند الحاجة، ومن غير لين في القول، ونحو ذلك، وراجعي الفتوى: 21582، والفتوى: 47566.
وقد أحسنت بقولك:" وأنا أريد أن أتزوج رجلا يهتم بدينه"، فهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة حريصة على صاحب الدين والخلق، عملا بالتوجيه النبوي في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
فمن يَرضَى دينه وخلقه يرجى أن تدوم معه العشرة وتسعد معه المرأة، جاء في الأثر الذي أورده البغوي في شرح السنة عن الحسن البصري أنه أتاه رجل، فقال: إن لي بنتًا أحبّها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: زوِّجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبّها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
وما دام ابن عمك لا يحافظ على صلاته، فلا ترتضيه زوجا، فمن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ولا يستغرب منه أن يسمع الأغاني، ولا يؤمن أن يقصر في حق زوجته وأولاده ما استمر على هذه الحال، وقد قال الله عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
وينبغي أن ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة، وخاصة فيما يتعلق بالصلاة، ويبين له خطورة التفريط في الصلاة، فإن هداه الله، فتاب، واستقام، فاقبلي به زوجا، واستخيري الله تعالى في أمره إذا تقدم لخطبتك، ففي الاستخارة تفويض الأمر لله -عز وجل- ليختار لعبده ما فيه الخير.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.
والله أعلم.