الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما أسميته إنكار المسؤولية الدينية: إن كان المقصود به نفي الوجوب، فنعم؛ إذ لا يجب على المرأة رعاية خالتها، ولا يجب كذلك على زوجة الابن، بل هذا أمر واجب شرعًا على أولادها، جاء في فتاوى دار الإفتاء: رعاية الوالدين وبرهما، وخاصة عندما يكونان في حاجة إلى ذلك، أمر أوجبه الشرع الحكيم لهما على أبنائهما ذكورًا وإناثًا، فالواجب على الأبناء أن يقوموا بخدمة والديهم على أتم وجه، وهذا أمر يجب عليهم بالتساوي، وليس على أحدهم دون الآخر؛ وذلك بالقياس على وجوب الإنفاق... وهذا يدخل ضمن الإحسان الذي أمر الله تعالى به في قوله: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}.
قال ابن عاشور في تفسيره: وشمل الإحسان كل ما يصدق فيه هذا الجنس من الأقوال، والأفعال، والبذل، والمواساة. اهـ.
وهذا فيما إن كان المقصود بنفي المسؤولية نفي الوجوب.
وأما إن كان المقصود نفي المشروعية، فهذا غير صحيح، فلا حرج على المرأة شرعًا في أن ترعى خالتها؛ فالخالة بمنزلة الأمّ، كما ثبت في السنة الصحيحة، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 164589، ولكن إن كانت بنت الأخت متزوجة، فيشترط إذن زوجها في ذلك.
وإن أمكن أن تجد سبيلًا لرعاية خالتها، فهو أفضل، فهي خالتها، ومن ذوي رحمها، فالمرجو أن تكون أشفق عليها، وأحرص على مصلحتها.
والله أعلم.