الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤال الناس كم صلوا، وكم ختموا في رمضان، داخل في حد كلام الإنسان فيما لا يعنيه، وهو مكروه، وقد جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ, تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
قال الغزالي في الإحياء -وهو يعدد صور الكلام فيما لا يعني-: فإنك تسأل غيرك عن عبادته مثلاً، فتقول له: هل أنت صائم؟ فإن قال: نعم، كان مظهرا لعبادته، فيدخل عليه الرياء، وإن لم يدخل سقطت عبادته من ديوان السر، وعبادة السر تفضل عبادة الجهر بدرجات.
وإن قال: لا كان كاذبا، وإن سكت كان مستحقرا لك، وتأذيت به، وإن احتال لمدافعة الجواب افتقر إلى جهد وتعب فيه، فقد عرضته بالسؤال إما للرياء، أو للكذب، أو للاستحقار، أو للتعب في حيلة الدفع. وكذلك سؤالك عن سائر عباداته. اهــ.
والله أعلم.