الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعصبية والغضب نوع من البلاء، وباب من أبواب الشرور والعواقب السيئة، ويكفي دلالة على ذلك ما ذكرت من التعامل السيء الذي يصدر من أبيك تجاه أمّك، وهو مأمور شرعًا بأن يحسن عشرتها، كما في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وهذه المعاشرة تحمل كل المعاني الحسنة، والعبارات النبيلة، كما سبق أن بيَّنا في الفتوى: 405838، والفتوى: 134877.
ومن أفضل ما يمكن أن تبر به أباك، صبرك عليه، والحذر من أن يصدر عنك ما يؤذيه من قول أو فعل، هذا بالإضافة إلى الدعاء له بكل خير، ومن ذلك أن يصلح الله حاله، ويرزقه رشده وصوابه.
وإن أمكنك أن تجد من أهل الفضل ووجهاء الناس من ينصحه، فافعل؛ فلعله يوفق في إصلاحه.
بقي أن نجيب عن سؤالك عن حكم هجره يومًا، فنقول: إنه لا يجوز للولد هجر والده بحال، كما هو مبين في الفتوى: 22420، وهنالك من أهل العلم من أجاز هجره للمصلحة الشرعية، وقد أوضحنا ذلك في الفتوى: 216838، والغالب أن لا مصلحة في أن يهجر الولد والده، بل قد يكون محض مفسدة.
والله أعلم.