الفقر ليس دليلا على عدم التقوى
31-12-2003 | إسلام ويب
السؤال:
سؤالي كالتالي: يقول الله عز وجل: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب"
فأنا شاب ملتزم، وأحاول جدا التقرب إلى الله تعالى، وهذه الآية ترهقني كثيرا، حيث إنني أعاني من عدة مشاكل، ولم أتمكن من الحصول على عمل دائم ، وهذه الآية القرآنية تعني أني لست من المتقين، ولهذا السبب أعاني من هذه المشاكل... فما رأيكم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن وعد الله في هذه الآية حق لا شك فيه، ولكن لا ينبغي أن تجعل ما أنت عليه من الفقر مقياسا لتقواك لله تعالى من عدمه، وذلك أن الله تعالى قد يحرمك الغنى لحكمة يعلمها هو، فقد يكون ذلك ابتلاء وامتحانا ترفع به الدرجات وتكفر السيئات، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فشدة البلاء لا تنافي التقوى والصلاح، ولك في رسول الله أسوة حسنة، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء. وهو أتقى الناس، وقد يكون هذا الفقر لكونه هو الأصلح، فقد يحرم الله عز وجل المرء من الغنى لأن الغنى يطغيه، فيكون الفقر أصلح له وأحفظ لدينه، وقد روى بهذا المعنى حديث ضعف بعض أهل العلم إسناده، وهو عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد: ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى، ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر، ولو أغنيته لكفر... الحديث، انظر الحديث رقم: 75 في ضعيف الجامع الصغير.
فابذل الأسباب وتوكل على الله تعالى ييسر الله تعالى لك ما كتب لك من رزق، ولا تيأسنّ، واحذر الشيطان ووساوسه لئلا يقودك إلى ما تكون عاقبته الندامة.
والله أعلم.