الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فللا علم لنا بحقيقة ما ذكره السائل!
والذي يمكننا قوله: إن رؤية الملائكة عمومًا ممكنة في اليقظة والمنام، وراجع في ذلك الفتاوى: 68710، 67492، 62515.
وأما أن يخبر ملك الموت أحدًا من البشر بموعد موته، فهذا لا يصحّ، فإن وقت الموت كوقت الساعة: لا يعلمه إلا الله، وانظر الفتويين: 112362، 120952.
وقال السيوطي في معترك الأقران: ورضي الله عن بعض العلماء لما دخل على بعض الملوك ووجده متحيّرًا، فقال له: ما لك؟ فقال له الأمير: رأيت البارحة ملك الموت في المنام، وسألته: كم بقي من عمري، فأشار لي بأصابعه الخمس، ولا أدري هل هي خمس ساعات، أو أيام، أو جمعات، أو أشهر، أو سنين! فقال له: إنما أشار لك بالخمس إلى الحديث: "في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان:34}" فهدّأ روعه. وإذا كان ملك الموت الموكل بقبض الأرواح لا يدري عمر العبد حتى يؤمر بقبض روحه، فما بالك بمن افترى على الله!؟ اهـ.
وعلى أية حال؛ فالذي ينبغي للمرء -ولا سيما إذا ظن قرب أجله- أن يصلح ماضيه بالتوبة، والاستغفار، وحاضره بالاستقامة، والاجتهاد في العمل الصالح.
والله أعلم.