الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تجتنبي كل ما من شأنه أن يؤذيك مما فيه أذية لله ورسوله، فلا تطلعي على مثل تلك المنشورات، واحرصي على سلامة قلبك، وجنبيه مظان الفتن ما أمكن.
ثم إن اطلعت على شيء من ذلك: فإن كانت المناقشة والجدال تجلب مزيدًا من السب والشتم لله ورسوله؛ فتجنبيها، ولا تخوضي معهم في شيء من ذلك؛ فإن الله تعالى يقول: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}.
وأما إن كان يرجى منها النفع وإزالة الشبهة: فإن كان لديك العلم الكافي لرد تلك الشبهة؛ فاكتبي ردك بالتي هي أحسن.
وإلا يكن لديك ما يكفي من العلم، فلا تتكلمي؛ لئلا تفتحي بابًا للصادين عن سبيل الله، ينالون منه من الدِّين وأهله.
وحيث تكلمت، فليكن جدالك بالحكمة، والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}.
وحيث كففت عن ذلك -لنقص العلم، أو خشية الفتنة-، فلا إثم عليك.
وطرق الدعوة إلى الله ونصرة الدين كثيرة، غير مقتصرة على الرد على تلك التعليقات المسيئة.
والله أعلم.