الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد جنيت على نفسك أولا وأنت تلهث وراء النساء في الفيسبوك لمحادثتهن، وهذا باب للفتنة عظيم، روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء.
ومن الغريب أن يصدر ذلك منك وأنت رجل متزوج، يمكنك الاستمتاع بزوجتك بالحلال، وإعفاف نفسك، فاستبدالك الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيه كفران للنعمة.
ومن فتح على نفسه باب المعاصي، قاده ذلك إلى أمور لا تحمد عقباها، فإن المعصية تنادي على أختها، كما أن الحسنة تنادي على أختها.
فإضافة إلى محادثتك هذه المرأة والوقوع معها في علاقة عاطفية، وهي تحت زوج، فقد وقعت في نوع من التخبيب لها على زوجها بحديثك إليها عن زواجك منها بعد طلاقها من زوجها، فمثل هذا الحديث قد يكون حافزا للمرأة في السعي إلى الطلاق.
ومن ذلك أيضا تهديدك لهذه المرأة لابتزازها بهذه التسجيلات أو غيرها، روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. ولا يبعد أن يكون هذا التهديد وما أحدثه من خوف، سببا لإصابة هذه المرأة بهذا المرض.
وعلى كل، فالواجب عليك التوبة النصوح، وراجع شروط التوبة في الفتوى: 29785.
وعليك بالإحسان في المستقبل، والإكثار من الطاعات، والدعاء والاستغفار لهذه المرأة، عسى الله عز وجل أن يعفو عنك.
ولا يلزم أن يترتب على ما حدث منك عقوبة في أهلك وأولادك، ونوصيك بالإكثار من تكرار الأدعية المتضمنة سؤال الله العافية، وتجد بعضها في الفتوى: 221788.
والله أعلم.