الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالرياء المذموم إنما هو طلب المنزلة بالعبادات التي لا تصرف إلا إلى الله تعالى، وتراجع الفتوى: 296605.
فمن طلب مدح الناس له على سماته الشخصية -كالذكاء-، فليس هذا من الرياء المحرم.
والاجتهاد في الوظيفة طلبًا للمدح، ليس من الرياء المحرم.
وأما الصبر ابتغاء ثناء الناس ومدحهم، فهذا من الرياء؛ لأن الصبر من العبادات التي لا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى.
وليس طلب الثناء الحسن بعد الموت من الرياء في شيء، بل قد قال الخليل -عليه السلام-: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ {الشعراء:84}.
وليس الرياء في أمور الدنيا من الشرك، كما أوضحناه، وإنما الرياء الذي هو شرك أصغر هو طلب ثناء الناس بالعبادات التي لا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى.
والله أعلم.