الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على العائلة المذكورة في أخذ الزكاة، ما دامت لا تجد كفايتها في المصروف والإيجار، وهي بهذا الاعتبار عائلة فقيرة أو مسكينة، وانظري الفتوى: 27006. في مصارف الزكاة.
ولا يمنع أخذهم للزكاة أن عندهم أرضا عرضوها للبيع، فهم ما داموا محتاجين، ولم يبيعوا تلك الأرض، ويستغنوا بثمنها جاز لهم أخذ للزكاة.
ونصيحتنا لتك الأم الأرملة هي الصبر على ما قضاه الله تعالى، وأن تعلم أن الله تعالى تكفل بالأرزاق، قال الله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (هود: 4)، وقال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ (العنكبوت: 60).
وفي الحديث: إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بأرْبَعِ كَلِماتٍ: بِكَتْب رِزْقِهِ وَأجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ. رواه مسلم.
وما دام أن الرزق مكتوب، وتكفل به أرحم الراحمين، فلا داعي للقلق، ولتحسن الظن بالله تعالى أنه سيوسع عليها، وعلى عيالها.
والله أعلم.