الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على السائل أن يتكلم مع أمّه في هذه المشكلة بأدب، وتواضع، ويبين لها بأسلوب يناسب مقامها ومكانتها، أنه يتضرر بتدخلها في تفاصيل ما يتعلق بحياته الشخصية:
فإن تفهَّمت ذلك وراعَتْه، فالحمد لله، وإن أصرّت على طريقتها، فلا يلزمه الطاعة إلا فيما فيه منفعة لها، وليس من ذلك أن تلزمه بلبس معين، أو أكل معين مع وجود غيره مما يناسب الابن.
وهذا يدخل فيما أشار إليه السائل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال -كما في مجموع الفتاوى-: ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقًّا، وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر عنه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه، كان النكاح كذلك وأولى؛ فإن أكل المكروه مرارة ساعة، وعشرة المكروه من الزوجين على طول يؤذي صاحبه كذلك، ولا يمكن فراقه. اهـ.
ومع ذلك؛ فالأفضل للسائل أن يطيعها في كل ما ليس بمعصية، حتى وإن كان في ذلك شيء من المشقة لا تصل إلى حد الضرر. وراجع في ذلك الفتاوى: 356467، 165713، 257134، 276304.
والله أعلم.