الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا أوَّلًا نسأل الله تعالى أن يحفظك، ويحفظ لك دِينك، ويجنّبك الفواحش، والفتن ما ظهر منها وما بطن، ونوصيك بكثرة الدعاء.
ولا شك في أن هذه الحال التي أنت فيها من الخطورة بمكان؛ فالسكنى التي أنت عليها تقتضي اختلاطًا محرمًا، أو خلوة، ونحو ذلك، وهذا ما عرّضك ويعرّضك للفتنة والانحراف، وخاصة في تلك البلاد التي أنت فيها، حيث توجد الحريات الزائفة، والمغريات، والشهوات.
وما ذكرت من تصرفات هذه الفتاة وجرأتها عليك، خير دليل على ذلك.
ويبدو أنك قد حدث منك تهاون معها فيما كان من الاختلاط بها، واللمس، والتقبيل، والاحتضان، ونحو ذلك:
فإذا كان الأمر كذلك، فلا شك في أنك مفرط وآثم، فتجب عليك التوبة النصوح، وشروط التوبة، بيناها في الفتوى: 5450.
والواجب عليك الاجتهاد في البحث عن مسكن آخر، تأمن فيه الفتنة، فإن وجدته، فالحمد لله، وإن لم يتيسر لك، واضطررت للسكنى في هذا المكان، فاتخذ من الاحتياطات ما يمنعك من الوقوع في الفتنة، مع الاستمرار في البحث عن مسكن آخر.
وعليك بالحزم مع هذه الفتاة، وتهديدها برفع أمرها للجهات المسؤولة؛ فلعها تكفّ عنك شرّها.
ونوصيك في الختام بالبحث عن امرأة صالحة للزواج منها، واجتهد في التوفيق بين الدراسة والبحث عن عمل تنفق منه على نفسك وأهلك، ولعل الله يبعث لك من أسباب الرزق ما لا يخطر لك على بال؛ فالزواج من أسباب الغنى؛ بدلالة كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه في الفتوى: 7863.
وفي نهاية المطاف: إن وجدت سبيلًا تأمن به الفتنة، فالحمد لله، وإلا لم تجز لك الإقامة في تلك البلاد، فتجب عليك الهجرة منها، وانظر الفتوى: 246922.
ويمكنك البحث عن بلد مسلم تتمكن فيه من إكمال دراستك -نسأل الله تعالى لك التوفيق-.
والله أعلم.