الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ذكرت من هذه المحادثات التي بينك وبينها عبر الانترنت، وهو أمر لا يجوز، وقد يكون بابا للفتنة، ووقوع ما هو أعظم، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وقطع هذه المحادثات فورا، إن أردت لنفسك العافية، وراجع الفتوى: 30003، والفتوى: 21582.
وينصح المتحابان بالزواج، كما أرشد إلى ذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وكون هذه المرأة مطلقة، أو أنها أكبر منك سنا، لا يمنع شرعا من الزواج منها، فقد تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة -رضي الله عنها- وهي أكبر منه سنا، وتزوج نساء قد سبق لهن الزواج.
فننصحك بكثرة الدعاء، ومحاولة إقناع والديك عن طريق بعض الفضلاء من الناس الذين ترجو أن يستجيبا لكلامهم، فإن تيسر إقناعهما فالحمد لله، وإن لم يتيسر ذلك، فالأصل أن الواجب عليك طاعة والديك، وترك الزواج منها، إلا أن تخشى مفسدة أكبر، كما هو مبين في الفتوى: 93194.
وإن رأيت الصبر، ومجاهدة نفسك، وترك الزواج منها برا بوالديك؛ فذلك أمر حسن، قد ييسر الله تعالى بسببه من الخير ما لا يخطر لك على بال؛ كالزواج من امرأة صالحة، وترزق منها ذرية طيبة تقر بها عينك، فتسعد في دنياك وأخراك.
والله أعلم.