الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت على خير -أخي السائل- ما دمت تحافظ على الفرائض والسنن، وتقوم من الليل ما تيسر، ولا يخفى عليك أن للذنوب أثرا في اعتلال القلب ومرضه، فما تعانيه من ذهاب الخشوع ربما يعود إلى شيء من الذنوب؛ كالذنب الذي ذكرته وهو عدم غض البصر، ويُخشى عليك أنك لو لم تتب، ولم تجاهد نفسك، وتحترس من الذنوب لضاعت منك تلك العبادات العظيمة شيئا فشيئا، فاستشعر الخطر، وجاهد نفسك على غض البصر، وتذكر وقوفك بين يدي الله تعالى، وقد ذكرنا في الفتوى: 192683. الوسائل المعينة على غض البصر فانظرها.
كما ذكرنا في الفتوى: 335215، والفتوى: 413887 ، والفتوى: 334330. الوسائل المعينة على تحقيق الخشوع في الصلاة، واستقامة القلب والجوارح.
ولا يفوتنا أن ننبه إلى أن من أعظم ما يعين على التوبة مفارقة مكان المعصية، كما بيناه في الفتوى: 152341. وأنت تعلم قبل غيرك أن تلك البلاد التي تقيم فيها يكثر فيها الفسق والفجور والعري والفواحش، فالهجرة منها مع كونها مطلب شرعي -إما استحبابا وإما وجوبا- فهي أيضا من أسباب طهارة القلب، والبعد عن المحرمات، وانظر الفتوى: 168645. عن الهجرة من بلاد الكفر بين الوجوب والاستحباب.
والله أعلم.