الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الله لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له، وهذه المصائب والبلايا التي تنزل بك إن أنت صبرت عليها، فإنك ستجدين عاقبة ذلك يوم القيامة عاقبة محمودة، فقد قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.
ثم إنك في نعم كثيرة من الله تعالى، فتفكري في تلك النعم العظيمة التي غمرك الله -عز وجل- بها من العافية والعقل وسلامة الحواس، وغير ذلك كثير، فإن تفكرك في هذه النعم ينسيك ما تعانينه من الآلام والمصائب.
وعليك أن تواجهي مشاكلك بالحكمة والصبر، والتسليم لقضاء الله والرضا بحكمه، وعليك بالدعوة إليه سبحانه، فحاولي أن تقربي أباك وأمك، ومن يحيط بك من الله تعالى، وتذكريهم بأن الدنيا لا تستأهل أن نجعلها أكبر الهم ومبلغ العلم، وأنه لا يبقى للمرء بعد موته إلا صالح عمله، فاشغلي نفسك بدعوتهم، وأن تبيني لهم أن سبيل السعادة الحقيقية هو في القرب من الله تعالى، واملئي حياتك بالعبادات المختلفة؛ فإن ذلك ينير قلبك، ويشرح صدرك، وتطمئن به نفسك.
حافظي على الفرائض، وأكثري من النوافل، والزمي الذكر والدعاء، وكوني أَمَة صالحة قدر الطاقة، فستنسين بما تقومين به من العبادات كل ما ينزل بك من المصائب، واصحبي الصالحات المؤمنات اللاتي يخففن عنك عناء الحياة وشدائدها، وتعينك صحبتهن على القيام بواجباتك الشرعية. نسأل الله أن يخفف عنك.
والله أعلم.