الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن البلوغ يحصل بإحدى ثلاث علامات: إما إنزال المني بشهوة في النوم أو اليقظة، وإما إنبات الشعر الخشن حول القبل، وإما بلوغ السن، وهو خمس عشرة سنة هجرية.
فإذا لم يكن قد حصل شيء من ذلك، فلا إثم عليك فيما فعلت، ولكن عليك أن تعوّد نفسك الطاعات، وتبعدها عن المعاصي؛ فإنه يكتب لك أجر ما تفعله من الخير، وتجتنبه من الشر بنية صالحة؛ لأن الصبي المميز يكتب له لا عليه.
وأما إن كنت بالغًا، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى؛ فإن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعليك أن تنهى عن المنكر ما أمكنك، وتسعى في إزالة أثر تلك السخرية.
فإن لم يمكنك، فلا شيء عليك، وتوبتك صحيحة؛ لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
والله أعلم.