الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم الميل الغريزي بين الرجال والنساء، وعظم فتنة كل جنس بالآخر، ولذلك جاء التحذير من فتنة النساء، وأغلق الشرع كل باب يؤدي إلى الفتنة، روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفيهما -أي الصحيحين- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
ومن هنا شدد العلماء في المنع من المحادثة بين الأجنبيين لغير حاجة؛ سدا للذريعة، وإغلاقا لباب الفتنة، وسبق أن نقلنا كلامهم بهذا الخصوص في الفتوى: 21582.
فأنت -والحمد لله- الآن في عافية، فكوني على حذر من أن تفتحي على نفسك بابا قد يأتيك منه ما يستوجب الندم، فلا تكلمي هذا الشاب، أو تعرفيه بنفسك، بل اصرفي همتك إلى ما ينفعك في أمر دينك ودنياك.
واعلمي أن سبيل السعادة في أن يجمع المسلم أو المسلمة قلبه على الإقبال على الله سبحانه، وحمل نفسه على الاستقامة على طاعته، وبذلك ينجو من التيه في أحوال الدنيا ومتاهاتها.
روى ابن ماجه عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من جعل الهموم هما واحدا، هم آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
والله أعلم.