الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أسلمت المرأة وبقي أبوها على الكفر، فمن حقه عليها أن تبره وتحسن إليه، فكفره لا يسقط هذا الحق عنها، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا.... {لقمان:15}، وتجدين في الفتوى: 168309 مزيد بيان.
ومن بر الوالد والإحسان إليه صلته بالزيارة وغيرها، إن لم تخش مفسدة، ثبت في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: «نعم صلي أمك».
فدل ذلك على أن كفره ليس مسقطا لأمر الزيارة وغيرها من أبواب الصلة والإحسان. وهذا مما يرجى أن يكون سببا لتأليف قلبه وترغيبه في الإسلام.
وننبه إلى أنه كما يؤمر ببره والإحسان إليه، فإنه ينهى في الوقت ذاته عن موالاته في دينه والرضا بباطله؛ فالإحسان يتعلق بالأمور الظاهرة. والموالاة تتعلق بالأمور الباطنة، وتراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 295780.
والله أعلم.