الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث بهذا اللفظ لا أصل له. قال الألباني في السلسلة الضعيفة ــ تحت رقم: 6584ــ عند تخريجه للحديث الموضوع: من قرأ القرآن فلم يعربه، وُكل به ملك يكتب له كما أُنزل، بكل حرف عشر حسنات ... ومن قرأه وأعربه كله، وُكل به أربعة ملائكة يكتبون له، بكل حرف سبعين حسنة ... قال رحمه الله:
(تنبيه) : أورد ابن قدامة المقدسي هذا الحديث في رسالته "لمعة الاعتقاد" (ص 19) بلفظ: "من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه، فله بكل حرف حسنة"! وقال فيه: "صحيح"!
قلت: وهذا غريب جدا، فإنه لا أصل له بهذا اللفظ مطلقا في شيء من طرقه التي وقفنا عليها، وقد تقدم تخريجها وبيان عللها، فكيف مع ذلك يصححه؟! فأخشى أن يكون مدسوسا عليه. اهــ.
وما دام الحديث ضعيفا، فلا فائدة من شرحه، ويغني عنه ما ثبت في صحيح مسلم وغيره عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق؛ له أجران.
والله أعلم.