الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بمدى مصداقية هذه القصة، لكن الله على كل شيء قدير، ومن دعاه مضطرًّا إليه مخلصًا صادقًا، فإنه يستجيب له بقدرته تبارك وتعالى، بل قد يستجيب تعالى دعاء الكافر إذا دعا الله مضطرًّا مخلصًا له الدعاء؛ فإن وجود الاضطرار، وإخلاص الدعاء لله، من أعظم أسباب الإجابة، ولو من كافر، أو فاجر. وانظر الفتوى: 54062.
وأما الأسباب المعينة على قبول الدعاء، وإجابته، والموانع التي تحول بين العبد وبين إجابته، فقد بينا جملة منها في الفتوى: 362866 .
وأما الوصول إلى اليقين؛ فطريقه إدامة التفكر في صفات الرب تعالى، والعلم الجازم بأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء.
ومما يعين على ذلك صحبة أهل اليقين والصدق؛ فإن الطبع يسرق من طباعهم، ويقتبس من أنوارهم، ومجاهدة النفس لتحقيق ذلك؛ فإن الله تكفل لمن جاهد نفسه فيه بالإعانة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
والحرص على الإخلاص، وجمعية القلب عند الدعاء؛ فإن ذلك من أهم ما ينتج عن اليقين، ويجلب إجابة الدعاء، كما بينا، وانظر الفتوى: 306241.
والله أعلم.