الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الناحية الفقهية: فالأمر يسير، وذلك لأن الخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين، فلأي منهما فسخها متى شاء، كما بين ذلك أهل العلم.
سئل الشيخ ابن باز عن حكم فسخ الخطبة.
فأجاب بقوله: لا حرج في ذلك، إذا خطب ثم بدا له أن لا يتزوج، له حق، سواء بعد سنة أو أقل أو أكثر، إذا خطبها ثم بدا له أن لا يتزوجها، أو هي وافقت ثم رجعت، لا حرج في ذلك -الحمد لله-، ما دام ما تم العقد، كل بالخيار. اهـ.
فالفسخ جائز، وخاصة إن دعت إليه حاجة، ويكره لغير حاجة، وانظر الفتوى: 18857.
وليس في مجرد الفسخ ظلم من أي من الطرفين للآخر.
ومن ناحية النصح: فإننا ننصحك بالتأني، وعدم العجلة إلى فسخ الخطبة، فلا يلزم لنجاح الحياة الزوجية أن يكون هنالك شعور عاطفي معين نحو المخطوبة بما يسمى بالحب، ونحو ذلك، فإن كانت هذه الفتاة على دين وخُلُق، فاستخر الله عز وجل في أمر الزواج منها؛ فإنك بذلك تفوّض أمرك إلى الله، فما يختاره لك بعدها، فهو الأصلح لك، فإما وفقك للزواج منها، فكان ذلك خيرًا لك، أو صرفك عنها، فكان ذلك خيرًا لك. وراجع في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.
وما تشعر به قد يكون مجرد حساسية نفسية، ووساوس شيطانية، فاستعن بالله عز وجل، وذِكره؛ ليذهبها عنك، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وإن رأيت في نهاية المطاف أن تتركها وتفسخ الخطبة، فقد علمت أن هذا الأمر مباح.
والله أعلم.