الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلى هذا الشخص أن يلين لوالديه، ويرفق بهما؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
وعليه أن يدعوهما إلى الله تعالى بالحكمة، والموعظة الحسنة، وأن يتحمل أذاهما، ويصبر على ما يصيبه منهما.
وليستمر في مناصحتهما، وليجتهد في الدعاء لهما.
وليكن بسلوكه، وتفوقه، وطلبه لمعالي الأمور مثلًا أعلى، وقدوة لغيره.
وليحرص على أن يبين لهما أن الاستقامة، والالتزام سبب للتفوق والرقي، لا للتراجع والسفول.
فإذا بذل وسعه في النصيحة، فقد أدّى ما عليه، ولا إثم عليه -والحال هذه-.
وليعلم أن الهدى هدى الله، فلا يكلف نفسه ما لم يكلفها الله عز وجل، فإنما عليه النصح، والإرشاد، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والله أعلم.