الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الموقع الوسيط يعتبر بمنزلة الوكيل -عن البائع، أو عن المتصارفين جميعًا- في إجراء عقد الصرف، والوكالة في الصرف جائزة إجماعًا، كما نقل ابن بطال، وابن الملقن، وابن حجر، وغيرهم من شراح الحديث عن ابن المنذر قال: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن الوكالة في الصرف جائزة، ولو وكل رجل رجلًا يصرف له دراهم، ووكل آخر يصرف له دنانير، فالتقيا وتصارفا صرفًا جائزًا، أن ذلك جائز، وإن لم يحضر الموكلان أو أحدهما. اهـ.
وذكر مثله ابن القطان في كتاب: الإقناع في مسائل الإجماع.
وعلى ذلك؛ فالقبض حاصل بين وكيل البائع والمشتري، أو من الوكيل عن طرفي العقد كليهما، وهو يتم بالتحويل الفوري بين الموقع والمشتري، أو بين حسابي البائع والمشتري حين إجراء الصرف، كما يشير إليه السائل بقوله: (حينما أضغط "اشتر"، يشتري مباشرة دون تأخير).
وأخذ الموقع أجرة معلومة على وكالته، لا حرج فيه، وانظر للفائدة الفتويين: 129338، 29977.
والله أعلم.