الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى حرجًا في استخدام هذا البرنامج في الأمور المباحة لمجرد إخفاء الهوية، بخلاف استخدامه في إدخال معلومات مخالفة للواقع؛ فهذا يدخل في عموم الكذب.
وإذا ترتب على ذلك مخالفة شرط الواهب، أو المتبرع (كما في الدورات، والدروس المجانية، ونحو ذلك) كان هذا تعديًا على حق المتبرع، وأكلًا لماله بالباطل، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقًا، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وبخصوص مشاهدة الدورات غير المجانية، ونحوها، فقد فرّق بعض أهل العلم بين ما يراد منه التكسب والتربح، وبين الاستخدام الشخصي، أو النفع الخاص، وراجع في ذلك الفتوى: 13169.
والله أعلم.