الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاحمد الله أن وفقك وأخذ بيدك فتبت وأنبت، فهذا والله خير لك من الدنيا وما فيها، وما بعده من المتاعب والمصاعب هين، فإن خير يوم تطلع عليك فيه الشمس يوم تكون فيه أقرب إلى الله عز وجل، وما يغني عنك العالم كله إذا قلاك ربك وأبعدك، واعلم أن طريق التوبة يحتاج منك إلى مجاهدة نفسك حتى تستقيم وتنقاد، ثم أبشر. قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
وسبيل ثباتك على التوبة بإذن الله أن تتضرع إلى من القلوب بيده أن يثبت قلبك على دينه، وأن يصرفه إلى طاعته، ثم اتخذ الأسباب إلى هذا الثبات، ومنها مع ما تقدم كثرة الطاعات من صلاة وصيام وقراءة قرآن، وصدقة، ونحو ذلك.
ثم صحبة الأخيار، فإنهم نعمة في الرخاء وعدة في البلاء، ومجانبة أهل الزيغ والضلال، فإن صحبتهم شر، ومخالطتهم هلاك، وادفع ما يعرض لك من الوساوس بالاستعاذة بالله عز وجل ومجالسة أهل الإيمان، والتفكر في مخلوقات الله عز وجل، فإن ذلك سيردها عنك بإذن الله.
والله أعلم.