الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، وأن يصلح حال زوجك، ويجعل حياتك طيبة وهناءة وسعادة.
ونوصيك بكثرة الدعاء؛ فإليه الملجأ، وهو قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
وينبغي أيضا أن تكثري من ذكر الله تعالى، ففي الذكر حياة القلب والعافية من القلق والتوتر، قال المولى عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وما ترينه في منامك لا مؤاخذة عليك فيه، فالنائم غير مكلف؛ لأنه لا اختيار له، وثبت في مسند أحمد عن علي -رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المصاب حتى يُكْشَف عنه. وهذا لفظ أحمد.
وما يراه النائم في منامه قد يكون رؤيا من الرحمن، أو حلما من الشيطان، أو حديث نفس، وسبق ذكر ذلك بدليله في الفتوى: 124830.
ولا يبعد أن يكون ما يحدث لك من هذا النوع الثالث، أي حديث النفس؛ بسبب كثرة تفكيرك في أمر حالك مع زوجك. وأما كونه دليلا على رضا الرحمن فهذا غيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، فلا نستطيع الجزم بشيء من ذلك.
وقد أحسنت بصبرك على زوجك، ونوصيك بالمزيد من الصبر عليه، والعمل على مناصحته بأسلوب طيب؛ لتذكريه ما أمر به الشرع الزوج بإحسان عشرة زوجته، ويمكنك أن تستفيدي من بعض النصوص التي ضمناها الفتوى: 134877.
وإن رأيت أنك في حاجة لأن تستعيني عليه ببعض الفضلاء، ممن لهم مكانة عنده؛ فافعلي.
وأما الطلاق: فالمرأة إذا كانت متضررة من البقاء مع زوجها، فلها الحق في طلب الطلاق، كما هو مبين في الفتوى: 37112.
ولكن قد لا يكون الطلاق هو الأصلح للمرأة، ولذلك من الحكمة التريث فيه، خاصة وأنك قد رزقت من زوجك ببنتين. فإذا حدث الطلاق، فقد تكون عاقبته سيئة عليهما.
والله أعلم.