الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفّقك لما فيه الخير.
ومثل هذه الأعمال التي ليست بعبادات محضة، لا تجب فيها النية، ولا إثم في إرادة الدنيا بها، لكن من جمع إلى نية التكسب، ونحوها من النيات الدنيوية نية التقرب من الله، فإنه يثاب على ذلك، كما جاء في الحديث: إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به. أخرجه أحمد، وابن خزيمة في صحيحه، وصححه الحاكم.
بل ذهب بعض العلماء إلى أن مثل هذه الأعمال المتعدي نفعها، يثاب عليها المرء، ولو دون نية الحصول على الثواب، وراجعي في بيان ما سبق الفتويين: 371548، 174409.
فالأمر يسير -إن شاء الله- لا يستدعي المبالغة في القلق والخوف، فاجهتدي في استحضار نية التقرب إلى الله، وطلب الأجر منه فيما تقومين به.
واحذري أيضًا الوقوع في الوسوسة في أمر النية.
والله أعلم.