الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الأول قد ورد في صحيح الترغيب والترهيب, وقال عنه الشيخ الألباني: حسن صحيح.
أما الحديث الثاني، فقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع. وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح.
وبخصوص المغفرة الواردة في قوله تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الأحزاب:35}، فلم نقف على قول لأهل العلم بأن المقصود بها المغفرة الواردة في الحديثين السابقين, بل الظاهر من كلام بعض المفسّرين أن المغفرة المذكورة في هذه الآية أعمّ وأشمل من المغفرة المذكورة في الحديثينِ المتقدّمينِ، قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: {أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا} أي: هيأ لهم منه لذنوبهم مغفرة وأجرًا عظيمًا، وهو الجنة. اهـ.
وفي تفسير ابن عطية: و «المغفرة» هي ستر الله ذنوبهم، والصفح عنها، و«الأجر العظيم» الجنة. اهـ.
وفي فتح القدير للشوكاني: والخبر لجميع ما تقدم: هو قوله: أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا. أي: مغفرة لذنوبهم التي أذنبوها، وأجرًا عظيمًا على طاعاتهم التي فعلوها من الإسلام، والإيمان، والقنوت، والصدق، والصبر، والخشوع، والتصدق، والصوم، والعفاف، والذكر.
ووصف الأجر بالعظم؛ للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجر هو الجنة، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع، ولا ينفد. اهـ.
والله أعلم.