الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب صديقك الآخر في الرد على صديقك الأول؛ فليس من الصواب أن يقال: "سحر الله النبي صلى الله عليه وسلم"، بل الصواب أن يقال كما قال صديقك الآخر: "قدَّر الله أن يُسحر النبي صلى الله عليه وسلم"، أو يقال: "ابتلى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالسحر؛ ليعليَ درجته، وليجعله قدوة للناس في السراء والضراء، ونحو ذلك من العبارات الصحيحة في اللفظ والمعنى"؛ فإن السحر وغيره من أنواع الشرور لا ينسب إلى الله تعالى، فهو ليس من أفعاله سبحانه، وإنما في مفعولاته ومخلوقاته؛ إذ فعله غير مفعوله، ففعله خير كله، وأما المخلوق المفعول، ففيه الخير والشر.
وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى: 174581، 223849، 277210، 419998.
والله أعلم.