الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النطق بالحرف المشدد لا يستوي مع النطق بالحرف غير المشدد؛ لأن الحرف المشدد في حقيقته حرفان: أولهما ساكن, وثانيهما متحرك أدغما، فصارا حرفا واحدا مشددا.
أما عن مدّة النطق بالحرف المشدّد, فهذا لا بدّ فيه من مشافهة شخص عارف بأحكام التجويد.
جاء في كتاب المنهج الكافي، في شرح المنظومة الجزرية: وميزان الحركات هو في الأصل ميزان مَرِنٌ يخضع لمرتبة التلاوة, ولا يضبط إلا مشافهة.
أما ما يقال عن الحركة أنها حركة الإصبع من قبض أو بسط، فهو للتسهيل على المبتدئين فقط، و ليس له أي أساس علمي. اهـ.
ولا بد من الإتيان بالتشديد في الحرف المشدد, فمن ترك شدة من سورة الفاتحة مثلا، بطلت صلاته عند أكثر أهل العلم، كما سبق في الفتوى: 196489
لكن ننصحك بالإعراض عن الوسوسة, وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها. والتشديد أمره سهل, فننصحك بمشافهة شخص عارف بأحكام التجويد لتعرفي كيفية النطق بالحرف المشدد. مع أن المبالغة في التشديد لا تبطل الصلاة, وإن كان الأحسن تركها.
قال النووي في المجموع: ويجب إظهار التشديد في الحرف المشدد، فإن بالغ في التشديد لم تبطل صلاته، لكن الأحسن اقتصاره على الحد المعروف للقراءة. انتهى.
والله أعلم.