الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قرر أهل العلم أنه يجب على الولد -ذكرا كان أم أنثى أن يطيع والديه- فيما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد منه، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 76303.
ومعلوم فيما وسائل التواصل من أسباب الشر والفساد، ولا سيما في التواصل في غرف الدردشة، وما قد يكون من مخادعة لبعض الشباب، وتواصله مع الفتيات باسم مستعار، متظاهرا بأنه فتاة مثلهن، وذلك من أعظم أسباب الفتنة.
ولذلك فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أن تخوف هذه الأم على ابنتها له ما يسوغه، وأن الواجب عليها طاعتها في ذلك، وعدم التواصل معك، ولو من وراء أمها، فَلْتُطِعْها حاضرة وغائبة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 182257.
ومنعها لابنتها حرصا عليها لا يعني أنها ترى أنك غير صالحة، ولكن الحاصل أن حالك مجهول عندها، ولا يعني ذلك أيضا أنها تمنعها من الكلام معك على وجه الخصوص، وإنما منعها عام في كل من لا تعرف شيئا عن حالهم، وربما لو كانت تعلم حالك وصلاحك لم تمنعها من مصادقتك أو محادثتك، فلا تحملي الأمر ما لا يحتمل.
وإذا كانت صديقتك هذه تعرفك جيدا، وأمكنها أن تقنع أمها بالموافقة على تواصلها معك؛ فالحمد لله، وإلا فدعيها وتواصلي مع من تعرفين من النساء الصالحات، ولا تحجري على نفسك واسعا.
والله أعلم.