الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا تكون ناقضًا للعهد بمجرد السماع الخارج عن اختيارك، وإنما تكون ناقضًا له بقصد الاستماع، قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في كتابه: كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع:
ومنها: أنَّ الممنوع إنما هو الاستِماع، لا مجرَّد السَّماع لا عن قصد وإصغاء، وقد صرَّح أصْحابنا بأنَّه لو كان فِي جواره شيءٌ من الملاهي المحرَّمة، ولا يمكنه إزالتها، لا يلزَمه النقلة، ولا يأثَم بسَماعها لا عن قصدٍ. وصرَّحوا ها هنا بأنَّه إنما يأثَم بالاستماع، لا بالسماع. انتهى.
وبه تعلم أنك إن كنت في مكان تشغل فيه الموسيقى بحيث لا تقصد الاستماع إليها، فلا يضرّك ذلك، وكذا إذا صادفتك الموسيقى في أثناء بحثك عن شيء آخر، لم يضرّك ذلك.
وأما إذا كانت الموسيقى مختلطة بكلام صانع المحتوى، فعليك أن تخفض الصوت عند الموسيقى، ولو بحثت عن مادة أخرى خالية من الموسيقى، أو برنامج يزيل الموسيقى من المحتوى، لكان ذلك حسنًا جدًّا.
وفقك الله، وأعانك على ما فيه رضاه.
والله أعلم.