الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاللواط جريمة عظيمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، كما هو مبين في الفتوى: 1869.
وهذه السن التي كنت فيها حين ارتكاب هذه الجريمة، قد لا تكون مكلفًا فيها، فللبلوغ علامات سبق بيانها في الفتوى: 10024.
وعلى تقدير أنك كنت مكلفًا، فقد تبت، وأحسنت بهذه التوبة -نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، ويرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى-.
وهذا الندم وتحسّر القلب كلما ذكرت الذنب، علامة على صدق التوبة، ولكن كن على حذر من أن يقودك ذلك إلى الوقوع في شيء من القنوط من رحمة الله، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}، وقال أيضًا: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
فأحسن الظن بربك، واعمل على كل ما يعينك على الاستقامة. ويمكنك الاستفادة من التوجيهات التي ضمناها في الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
وإذا رأيت أنك في حاجة إلى مزيد من التوجيهات، فيمكنك أن تراسل قسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:
https://islamweb.net/ar/consult/
واجتهد في مدافعة هذه الوساوس والخواطر، واستأنف حياتك، واصرف همّتك لكل ما ينفعك في دنياك وأخراك.
وإذا وهب لك أبوك الحاسوب، فاستشعر أنه نعمة من الله، ينبغي أن تشكر هذه النعمة في استخدام هذا الجهاز في أمور الخير، من تعلم العلم النافع، والتعاون على البر والتقوى، وكن على حذر من المواقع الخبيثة.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى.
والله أعلم.