الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى هو الذي يُلهم عباده الدعاء, وذلك من علامات الإجابة. قال ابن القيم في الجواب الكافي:
فمن ألهِمَ الدعاء، فقد أرِيد به الإجابة، فإن الله سبحانه يقول: {ادعوني أستجب لكم} [سورة غافر: 60] وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}. اهـ
وراجع المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتوى: 137782. وهي بعنوان" إذا ألهم العبد الدعاء فهل يلزم منه الإجابة"
والإلحاح في الدعاء من أسباب الإجابة؛ كما تقدم في الفتوى: 122614.
لكن الإجابة لا تنحصر في حصول الداعي على عين ما يطلبه, فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قال: إذا نكثر ! قال: الله أكثر. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
وراجع المزيد في الفتوى: 189247. وهي بعنوان "أوجه استجابة الدعاء متنوعة"
وإذا كانت الفتاة التي ذكرتها مخطوبة لرجل آخر, ورضيت به, فلا ينبغي أن تدعو الله تعالى بأن يزوجك منها؛ لأن ذلك يتضمن الدعاء بانفصالها عن خطيبها الذي ركنت إليه، فدع ذلك الدعاء، واصرف النظر عنها, واسأل الله تعالى أن يقدّر لك الخير حيث كان, فقد يكون الزواج من تلك الفتاة ليست فيه مصلحة لك, وقد يعوّضك الله خيرا منها, والخير فيما اختاره الله تعالى. وانظر الفتوى: 134480. وهي بعنوان "هل يدعو ربه أن ييسر له الزواج من فتاة مخطوبة لغيره؟ "
والله أعلم.