الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول أولًا: إن مما لا يخفى أن هذه الفتاة أجنبية عليك، فتعاملك معها على هذه الحال التي ذكرت، من الخروج معها، ولمسها، والمحادثة لغير حاجة، أمر لا يجوز، وهو باب من باب الفتنة، وقد جاء الشرع بالتشديد في أمر التعامل بين الرجال والنساء، دلت على ذلك نصوص الكتاب السنة، فنرجو مطالعة الفتوى: 93471، والفتوى: 241120، والفتوى: 21582.
ولا يظهر لنا فيما ذكرت أنك قد ظلمت هذه الفتاة، بل لو أنك خطبتها، لكان لك الحق في فسخ الخطبة، ولم تكن بذلك ظالًما لها؛ لأن الخطبة مجرد مواعدة، كما بينا في الفتوى: 18857.
ولكن كان ينبغي أن تكون حازمًا في أمرك، وتحدد ما إن كنت ستتزوج منها أم لا؟ وتترك التردد في ذلك، واللعب بمشاعرها.
واعلم أنه لا يشترط لنجاح الحياة الزوجية أن يكون هنالك حب بين الطرفين، بل المطلوب أن يحسن المسلم الاختيار، ويستخير ربه تبارك وتعالى، كما هو مبين في الفتوى: 8757. ولمعرفة حكم الحب قبل الزواج، راجع الفتوى: 4220.
والله أعلم.