الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطريقُ معرفة الحلال من الحرام التفقه في دين الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
قال الإمام النووي: فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بين واضح لا يخفى حله: كالخبز والفواكه والزيت والعسل.
وأما الحرام البين فكالخمر والخنزير والميتة، والبول والدم المسفوح، وكذلك الزنا والكذب والغيبة والنميمة والنظر إلى الأجنبية وأشباه ذلك.
وأما المشتبهات فمعناه أنها ليست بواضحة الحل ولا الحرمة؛ فلهذا لا يعرفها كثير من الناس، ولا يعلمون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس، أو استصحاب. انتهى باختصار.
فبإمكانك التمييز بين الحلال من الحرام بتعلم أحكام شرع الله تعالى، فإنما العلم بالتعلم، ثم ما أشكل عليك من أمر فلتسأل عنه أهل العلم حتى يتضح حكمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما شفاء العي، السؤال. رواه أبو داود وحسنه الشيخ الألباني.
جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (فإنما شفاء العِيُّ) بكسر العين وتشديد الياء، هو التحير في الكلام، وعدم الضبط، كذا في الصحاح. وفي النهاية ولسان العرب: العي بكسر العين الجهل، والمعنى: أن الجهل داء، شفاؤه السؤال والتعلم. اهـ.
وحُسنُ السؤال من أفضل وسائل التعلم. وانظر الفتوى: 23959.
وانظر أيضا المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتوى: 307558، وهي بعنوان: "معرفة الحلال والحرام بسؤال أهل العلم، وليس بالاستخارة"
والله أعلم.