الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإمام البخاري لم يسمع من الإمام الشافعي ولم يلتق به، فقد مات الإمام الشافعي والبخاري لم يزل صغيراً، لأن البخاري من مواليد 194هـ والشافعي توفي سنة 204، وكانت وفاة الشافعي في مصر وولادة البخاري في بخارى، ولم يفد على المغرب إلا بعد أن بلغ السادسة عشرة من عمره، كما ذكره الذهبي في السير.
وإذا كنت تعني لِمَ لم يروِ البخاري حديثاً في إسناده الشافعي؟ فلعل السبب هو أن البخاري قد تحصل على أسانيد عاليه من غير طريق الشافعي، فلو روى عن طريقه لنزل كثيراً، فمثلاً البخاري قد روى عن الطبقة الأولى من أصحاب مالك فيكون بذلك قريباً للشافعي، فإذا أراد أن يروي من طريق الشافعي فسيروي مثلاً عن أحمد عن الشافعي عن مالك.
والله أعلم.