الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النطق بالحرف المشدد لا يستوي مع النطق بالحرف غير المشدد؛ لأن الحرف المشدد في حقيقته حرفان: أولهما ساكن, و ثانيهما متحرك، أدغما فصارا حرفا واحدا مشددا.
أما عن مدّة النطق بالحرف المشدّد, فهذا لا بدّ فيه من مشافهة شخص عارف بأحكام التجويد.
جاء في كتاب المنهج الكافي في شرح المنظومة الجزرية: وميزان الحركات هو في الأصل ميزان مَرِنٌ يخضع لمرتبة التلاوة, ولا يضبط إلا مشافهة. أما ما يقال عن الحركة أنها حركة الإصبع من قبض أو بسط، فهو للتسهيل على المبتدئين فقط، وليس له أي أساس علمي. اهـ.
وما تقومين به من التطويل في القراءة, والصلاة يعتبر من آثار الوسوسة التي تعانين منها, فاستعيذي بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم, وأعرضي عن الوساوس, ولا تلتفتي إليها, فإن ذلك علاج نافع لها.
فمسألة التشديد والنطق بالحرف المشدد أمرها سهل, علما بأن المبالغة في التشديد لا تبطل الصلاة, وإن كان الأحسن تركها.
قال النووي في المجموع: ويجب إظهار التشديد في الحرف المشدد، فإن بالغ في التشديد لم تبطل صلاته، لكن الأحسن اقتصاره على الحد المعروف للقراءة. انتهى.
والله أعلم.