الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكرت من أنك فتحت هذه الصيدلية على أساس الشراكة بينك وبين أبيك؛ فلك نصيبك من هذا المال بناء على اتفاق الشراكة، وليس من حق أبيك أن يأخذ شيئا من مالك بغير رضى منك، فقد ثبت في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل مال امرئ مسلم، إلا بطيب نفس منه.
وحديث: أنت ومالك لأبيك. لا يعني أن يأخذ الأب من مال ولده ما يشاء، وإنما دل على أنه يجوز له أن يأخذ ما يحتاج إليه، وفقا لضوابط بينها أهل العلم، وسبق تضمينها الفتوى: 46692، فراجعيها.
ولك الحق في المطالبة بمالك، واحرصي على أن تكون المطالبة في حدود الأدب الشرعي، وبأسلوب حسن، مراعاة لمقام الوالد.
ويمكنك أن تطلبي تدخل بعض الوجهاء، ومن ترجين أن يقبل والدك قوله من الأقرباء أو الأصدقاء.
فإن تيسر حل المشكلة؛ فالحمد لله، وإلا فقد أجاز بعض أهل العلم مقاضاة الوالد عند الحاجة لذلك، وأنه لا يعد بمجرده عقوقا، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 148597، ولكن لا ينبغي الإقدام على ذلك قبل تبين رجحان المصلحة فيه من عدمها.
واعملي أيضا على بذل النصح لأخيك بأسلوب طيب، وذكريه بالله تعالى، وبسوء عاقبة الظلم، وسلطي عليه بعض أهل الفضل إن احتجت لذلك.
وينبغي الإصلاح بين والدك وبين زوجك، فحسن المعاشرة بين الأصهار مطلوبة.
ونوصيك في الختام بكثرة الدعاء، وكذلك ذكر الله تعالى؛ ليكون ذلك عونا لك على الصبر، وتحمل الضغوط النفسية، قال سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، هذا بالإضافة إلى الاجتهاد في شغل وقتك بما ينفع.
والله أعلم.